موضوع: التربية التفاؤلية.... الأحد 15 أغسطس 2010 - 21:25
كيف تعلم الاطفالالتفاؤل؟
طفلي متفاؤل
عنددخولنا لعالم الأطفال والغوص فيهنرى نماذج كثيرة ومنها: * طفل يشوبه العبوس والضيق .. ... تُكسر لعبتهفيهب برميها بقوة ومن ثم يبدأ بنوبة البكـــاء ... يشجاره أحد أقرانه يذهبسريعاً إما بالإنزواء في أحد الزوايا والبكاء أو الشجار بأقوى وأخذ موقف عدائيمن قرينه ... يكتب حرفاً فيخطىء في كتابه .. يضحك زملائة .. يهرع هو بشقالورقة ورمي القلم إلى مكان بعيد بعيد و ..... و....... من التصرفات التي تدلعلى تشاؤم ذاك الطفل وعدم وجود روح التفاؤل بها :\ * طفل تُجمّله إبتسامته وروحه الحيويه : ... تُكسر لعبته فتضيق نفسه ومن ثم يعاود بأخذها وترتيبها والمحاولة جاهداً بإعادةتركيبها... يشجاره أحد أقرانه ربما يكمل الشجار معه ومن ثم يعود له وكأنه لميحدث شيءأو يصافحه ويعاودان اللعب معاً : ... يكتب حرفاً فيخطىء .. لكنهسرعان مايعاود بكتابته مرة ومرتان وثلاث .. ... يسابق زملائه ويتفاءل بنيلالمراكز الأولى و ..... و...... من التصرفات التي تدل على تفاؤل الطفل وروحةالتي دائماً تطمح لأعلى ولا يهزها الخطأ والفشل : فتشع من عينه روحالتفاؤل والأمل التفاؤل إن التفاؤل يفوق مجردالتفكير الإيجابي، بل إنه عادة من أجل التفكير الإيجابي، أو حسبما أورد قاموس فيتعريف التفاؤل: " إنه عبارة عن ميل أو نزوع نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث أوالأحوال، وتوقع أفضل النتائج". فالأطفالالمتفائلون:
يعتبرون بهجة تتحرك، فحماسهم قابل للانتشار، ولكن طبقا لماأورده عالم النفس "مارتن" مؤلف كتاب "الطفل المتفائل"، فإن التفاؤل ليس مجرد صورةذاتية جذابة، وإنما يمكن أن يكون التفاؤل نوعاً من الحصانة النفسية ضد مجموعة منمشكلات الحياة، وقد أشار سليجمان إلى أن أكثر من ألف دراسة- أجريت على نصف مليونطفل وشاب- أظهرت أن المتفائلين من الناس أقل عرضة للكآبة، وأكثر ميلاً للنجاح فيالمدارس والأعمال، بل وأفضل صحة من الناحية الجسمانية بشكل مذهل عما هو الحال عليهبالنسبة للمتشائمين، والأهم من ذلك أنه حتى وإن ولد الطفل بلا نزعة تفاؤليةفبالإمكان إكسابها إياه. بإمكاننا تعليم الطفل التفاؤل، وفيمايلي بعض التوجيهات وأوجه النشاط التي يمكن البدء بها من الآن: التشجيع شجع طفلك على الإصرار والتفاؤل " لقد عملتكثيراً في مشروع العلوم الخاص بالمدرسة، فكل أسبوع يمضي يمكنك من إنجاز المزيدوالمزيد، يجب أن تشعر بالفخر لذلك". قصة "خالد".. الطفل المتفائل
يعد خالد مثالاً للطفل المتفائل، فعندما اكتشف أنأسرته تعتزم الرحيل للمرة الثالثة خلال ثلاث سنوات، شعر بضيق ملحوظ، لقد أحب مدرستهوأصدقاءه ومنزله الذي لا يبعد كثيرا عن المنطقة، ولكن بعد الشكوى الأولية بدأ خالدبالتفكير في منزلهم الجديد، حيث توجد مدينة ملاهي ومساحات أخرىللعب. كان "خالد" يعرف حتمية انتقال والده إلى المكان الجديد حيثوظيفته، وليس لأي سبب آخر، كذلك عرف أن العائلة كانت مرتاحة للتنقل. لقد كان بإمكانالعائلة الاتصال بالأصدقاء القدامى، كما كان بإمكان العائلة إقامة حفل تعارف كبيرلمعرفة الجيران الجدد خلال أسبوع من الوصول إلى المكان الجديد، لذا قرر "خالد" استخدام خبرته في الكتابة ليكتب مقالا بعنوان " عند الرحيل". أمابالنسبةللمتشائمينفإنهم على النقيض من ذلك حيث يرون أنالأحداث الطيبة وقتية، أما الأحداث السيئة فإنها دائمة، كما يرون كذلك أن الأحداثالطيبة ما هي إلا نتيجة لحسن الحظ أو الصدفة، أما الأحداث السيئة فيمكن التنبؤبها.
ويكون المتشائمون دائما على استعداد مسبق للنزعة إلى التهويل منآية واقعة، وتصويرها على أنها كارثة، فالاستعداد للنزوع إلى أسوأ السيناريوهات قديكون ملائما بالنسبة للحوادث الأليمة المنذرة بالكوارث، ولكنه لا يمكن أن يكونمناسباً بالنسبة للأحداث اليومية العادية.
الأفكار التفاؤليةوالأفكارالتشاؤمية لكي تعلم طفلك كيف يمكنه أن يصبح أكثر تفاولاً فإنه يتعينعليك أن توضح له الفرق بين الأفكار التفاؤلية والأفكار التشاؤمية، وطبقاً لما أوردهسليجمان فإن الفرق الكبير بينهما يكمن في الطريقة التي يفسر بها كل المتفائلينوالمتشائمين أسباب ما تأتي به الأحداث من خير أو شر.
يعتقدالمتفائلونأن الأحداث الإيجابية السعيدة تفسر بالأشياءالدائمة الحدوث والانتشار، ولذا يأخذ المتفائلون على عاتقهم مسؤولية إحداث الأشياءالطيبة، وفي حالة حدوث شيء سيئ فإن المتفائلين يرون أنه مؤقت ومتعلق بموقف ما،وتكون نظرتهم واقعية من حيث إنهم كانوا هم السبب في حدوث الشيءالسيئ.
خطورة التشاؤم يرى سليجمان أنالتشاؤم ليس مجرد أسلوب سلبي للتفكير، وإنما أحد أكثر التهديدات جسامة لصحة أطفالنافي عصرنا الحاضر، حيث يقول: "إنه المرض المؤدي إلى الاكتئاب"، وقد بنى سليجماناستنتاجاته على أربع دراسات جمعت معلومات من أكثر من ستة عشر ألف شخص من مختلفالأعمار. يفيد سليجمان بأنه مقارنة بالناس الذين ولدوا في الثلث الأول من هذاالعصر، فإن طفل اليوم قد أصبح أكثر عرضة للاكتئاب بواقع عشرة أمثال ما كان عليهالحال سابقا.
ويوضح سليجمان أن نتائج مسح- تم إجراؤه على ثلاثةآلاف طفل تتراوح أعمارهم ما بين التاسعة والرابعة عشرة- قد أوضحت أن 9 في المئة منالأطفال قد أقروا بالابتلاء بداء الاكتئاب. - اهتمبطريقة النقد التي تنتقد بها أطفالك.. يوضح سليجمان أن هناك طرقا صحيحة وطرقا خاطئةللانتقاد، مما قد يكون له أثر فعال على جعل طفلك متفائلا أو متشائماً.
- أول قاعدة لانتقاد طفلك هي أن تكون دقيقا، فالنقد المبالغ فيه ينتج عنه الإحساسبالذنب والخجل بدرجة أكبر مما ينبغي لعقل الطفل وتغيير سلوكه، ولكن التوقف تماما عنتوجيه أي نوع من اللوم يمحو الإحساس بالمسؤولية ويبطل إرادة التغير، عليك بإيجادأسلوب توضيحي تفاؤلي آخر، كأن تشرح لأطفالك المشكلات بمصطلحات واقعية تبين فيها أنالسبب محدد وقابل للتغيير. التفاؤل يمكنتعليمه بملاحظة الوالدين التلقين
إن الزاد الأساسي للمتفائل هوإيمانه بأن الجهد لابد أن يكون أكثر مما هو ظاهر في التقدم أو النجاح، وأن جميعالمشاكل أو العقبات تعد وقتية، لقن طفلك درسا بإعطائه أمثلة يستطيع أن يفهمها.. " هل تتذكر عندما قمت بلصق ورق الحائط لحجرتك؟ كنت أتعلم كلما واصلت عملي وقد كانشيئاً محبطاً وكم ارتكبت كثيراً من الأخطاء، ولكن عندما أقوم بلصق ورق الحائط لغرفةأختك سوف أعلم جيداً ما علي أن أفعله. التعاطف تعاطف لكي تتأكد من فهمك لدرجة اهتمامات طفلك،ثم لقنه درساً عن حل المشاكل.. " أنت لا ترغب في عمل تجربة أداء لمسرحية المدرسةلأنك لا تعتقد أنك ستشارك بدور فيها، ولكنك تبدو حزيناً لذلك كما لو كنت تتمنى أنيكون لك دور في المسرحية.. أنت محق، لأن تجربة الأداء شيء صعب، وذلك لأن هناك عدداًكبيراً من الأطفال يفوق عدد الأدوار في المسرحية.. دعنا نحاول أن نفكر في ثلاثةأسباب تدلنا على أن تجربة الأداء شيء له قيمته حتى لو لم يكن للشخص دور فيالمسرحية.
أعط أمثلة أعط أمثلةتبين أن كل المشاكل تعد وقتية.. " عندما ماتت الجدة، كان من الصعب جداً على الجد أنيحيا بمفرده، فعلى رغم أنه من المستحيل أن تعود الجدة مرة أخرى إلا أن هناك الكثيرمن الطرق التي يمكننا أن نساعد بها الجد، ولهذا السبب فإنه يقضي الكثير من الوقت فيزيارتنا نحن وأبناء عمك.. إنه لم يزل يفتقد الجدة، لكنه لم يعد وحيدا كماكان". ما لا ينبغيقوله: "ابتهج".. إن قولك لطفلك أن يشعر بالسعادة الاكتئاب أو التشاؤمواضح عليه شيء لا يجدي، فسوف يعتقد على الفور أنك لا تفهمه، في هذه الحالة لابد أنتظهر الجمل الإيجابية بعد أن تبدي تعاطفك معه، بضرب الأمثلة على النجاحات السابقةالتي حققها، أو بعرض أسباب التفاؤل. يمكنك فعل ذلك.. وهذا مناسب لطفلةتثق بنفسها بالفعل، وبحاجة فقط إلى كلام يبث فيها الحيوية والنشاط، ولكن إذا بدتعلى طفلتك علامات التشاؤم فمن الأفضل أن تفهم مبرراتها للتفكير بهذه الطريقة أولاًثم تذكرها بلطف بالنجاحات الماضية التي غفلت عنها.. إن المتشائمين لهم تفكيرهمالمشوه.. إنهم ينكرون الظواهر الإيجابية ويتوقون إلى الظواهر التي تؤيد نظرتهمالسلبية.. إنهم بحاجة دائمة إلى أن تبين لهم مراراً وتكراراً أن بإمكانهم فعل ذلكالشيء العظيم ولا تقل لهم مثلاً.
ومن الأفضل أن تدعها تعرف أن سلوكها لهأهمية، ولكنه غير مفيد، ذكرها بالمجهودات الناجحة في الماضي، ودعها تعرف أنك تثقبمقدرتها على المحاولة بجدية أكثر.
"لماذا أنتم سلبيون لهذه الدرجة؟ ألايمكنكم أن تنظروا إلى الجانب المضيء؟".
هذه الأسئلة ليست مفيدةللأطفال.. ربما يكونون غير قادرين على الإفصاح عن السبب، أو حتى إذا كانوا قادرينعلى إدراك الأسباب، فقد قمت لتوك بحثهم على الدفاع عن أسلوبهم في التفكير، وليستغييره.